خرج الآلاف اليوم في مدن مصر للتظاهر ضد الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها المسجد الأقصي علي أيدي الصهاينة وتركزت خطب الجمعة في مساجد القاهرة والمحافظات علي الحديث عن الأقصي وفي مسجد جبل سعد بالفيوم تناول إمام المسجد حفظ الأمانات، واعتبر أن المسجد الأقصي أمانة في أيدي المسلمين يجب الدفاع عنها والحفاظ عليها، واعتبر أن ما يحدث به عار علي أمتنا ونحن قرابة المليار ونصف المليار، أما إمام مسجد ناصر الشيخ محمد عيد فقد تناول قضية المسجد الأقصي في خطبته الثانية ودورنا نحوه.
وأكد خطيب مسجد الرحمة ببورسعيد أن المسجد الأقصي الأسير لن يعود بالمظاهرات أو المفاوضات أو الشجب أو التنديد ولكن بالفهم الكامل لكلمة التوحيد واليقين بالله الذي يترجم بالقول والفعل والاعتقاد.
وأشار خطيب الجمعة إلي ضرورة فهم ومعرفة تاريخ بيت المقدس فهو في الأصل للعرب قبل ظهور المسيحية بـ 3 آلاف عام، ثم تعرض علي مدار الزمن لسنة التداول.
وتحدث عدد كبير من خطباء بني سويف عن قضية المسجد الأقصي ومحاولة تهويد القدس والتهديد بهدم المسجد من جانب اليهود في حين اكتفي بعض خطباء الأوقاف بالإشارة إلي القضية في جزء صغير من الخطبة وتحدث خطيب مسجد الرحمن ببني سويف عن جرائم إسرائيل ضد المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصي وانتقد صمت الحكومات العربية تجاه القضية وضرورة خروج الشعوب للتعبير عن مشاعر الغضب كما خرجوا عقب الفوز بمباريات كرة القدم.
وطالب خطيب مسجد الرحمة بالمنصورة بثورة غضب للمسلمين تجاه ما يحدث في المسجد الأقصي ومحاولات اليهود تخريبه وتدميره، فهو مسري الرسول وأولي القبلتين وثالث الحرمين، وقال: أي تقصير تجاه الأقصي هو تقصير في حق عقيدتنا وديننا، فكيف نسكت واليهود يبنون آلاف المستوطنات في القدس ويمنعون المسلمين من إعادة بناء منازلهم ويرفضون عودة أي فلسطيني يخرج من المدينة؟!.
وعلي صعيد الاحتجاجات الشعبية والحزبية ضمن ما يحدث في القدس، نظمت القوي السياسية وأحزاب المعارضة بالمحافظات عدة وقفات ومسيرات احتجاجية أمس عقب صلاة الجمعة شارك فيها ائتلاف أحزاب «التجمع» و«الناصري» و«الوفد»، بالإضافة لجماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «كفاية» و«الجبهة الوطنية للتغيير».
وتظاهر نحو 300 ناشط سياسي من أعضاء الحملة الشعبية لفك الحصار عن غزة وحزب العمل وشباب 6 أبريل بالجامع الأزهر، وشاركهم العشرات من المصلين للتنديد بحصار قوات الأمن الصهيونية للمسجد الأقصي، وإعلان دولة الكيان الصهيوني ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة الآثار اليهودية.
وفرضت قوات الأمن منذ الصباح الباكر طوقاً أمنياً حول الجامع الأزهر، ومنعت دخول الصحفيين والقنوات الفضائية، وهتف المتظاهرون خلال الوقفة «يا حكومات عربية جبانة إما مقاومة وإما خيانة» و«يا مبارك يا طيار.. تحت الأقصي مولع نار» و«اللي يحاصر أهله وناسه يبقي عميل من ساسه لراسه».
ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من الخروج من المسجد، كما أغلقت فرق الكاراتيه بوابات المسجد من الداخل، في الوقت الذي حاصرت فيه قوات الأمن المركزي أبواب المسجد من الخارج. وكانت العشرات من عربات الأمن المركزي قد انتشرت حول الجامع الأزهر ومنع الأمن المصلين من الدخول للمسجد إلا بعد الاطلاع علي بطاقاتهم الشخصية، كما منع دخول كاميرات التليفزيون واحتجز مصوري الجرائد، وطالب المتظاهرون خلال الوقفة بوقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية.
وفي ذات السياق أغلق المئات من جنود الأمن المركزي المداخل والمخارج حول سفارة إسرائيل بالجيزة، ومنعوا الأشخاص من الاقتراب من شارع السفارة، كما منعوا السيارات من التوقف بالقرب منه وزوار حديقة الحيوان من التنقل أمام الحديقة بحرية وسمحوا لهم بالسير في اتجاه جامعة القاهرة فقط.
وفي الإسكندرية، نظمت جماعة الإخوان المسلمين عشرين وقفة احتجاجية بالميادين العامة بالمحافظة عقب صلاة الجمعة، واحتشد قرابة 60 ألف مصل بأماكن متفرقة لإحياء فعاليات «جمعة الغضب» التي تم الإعلان عنها مسبقاً.
وشارك نواب الإخوان في الوقفات الاحتجاجية بدوائرهم الانتخابية، وندد المتظاهرون بالمحاولات المتكررة من جانب جنود الاحتلال الصهيوني لاقتحام المسجد الأقصي، فضلاً عن قيام حكومة الكيان بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلي التراث اليهودي مع تصاعد دعوات هدم المسجد الأقصي وإقامة الهيكل المزعوم.
ورفع المتظاهرون عدداً من اللافتات مكتوب عليها «لا لتدنيس مقدسات المسلمين» و«لن نسمح بهدم المسجد الأقصي» و«مقدساتنا تُدنس وتُنتهك فمن لها يا مسلمون؟!» وردد المتظاهرون «يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح بالدم» و«ماتش كورة قوّم دولة.. والأقصي بعتوه مقاولة» و«يا حكامنا ساكتين ليه.. بعتوا الأقصي ولا إيه؟!».
وشهدت عدة أماكن بمدينة طنطا عقب صلاة الجمعة مظاهرات حاشدة تلبية لدعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجعل اليوم ـ الجمعة ـ يوماً للغضب لما يحدث بالمسجد الأقصي، حيث عمت المظاهرات مساجد مدينة طنطا وارتفعت أصوات الأهالي باستنكار ما يدُبر من أجل هدم المسجد الأقصي والتخاذل والصمت العربي والإسلامي، ورفع المتظاهرون أيديهم داعين الله أن يحرر المسجد الأقصي من دنس اليهود، وأن يحفظه من كيد الكائدين ومكر الماكرين، حيث شهدت منطقة قحافة تجمع مئات المصلين بعد صلاة الجمعة أمام مسجد اليسر ورددوا هتافات «يا أقصانا لا تهتم راح نفديك بالروح والدم ـ يا أقصانا يا حبيب.. شمسك أبداً مش هتغيب ـ يا الله يا الله طفل الأقصي بيقول آه » وختموا وقفتهم بالدعاء للمسجد الأقصي وفلسطين، كما تجمع المئات أمام مسجد عبدالمنعم رياض بالساحة الشعبية، وطالبوا بفتح باب الجهاد المستمر بالمال ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية وشهد حي سيجر والعجيزي خمس تظاهرات أمام المساجد الكبري، وندد المتظاهرون بالتخاذل والصمت العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في الأقصي.
ونظم ائتلاف أحزاب المعارضة بمحافظة الفيوم وأحزاب الغد والأحرار وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وقفة احتجاجية ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يحدث للفلسطينيين في القدس المحتلة من اعتداءات ضد المسجد الأقصي والحرم الإبراهيمي أمام مسجد ناصر بمدينة الفيوم، حيث حملوا لافتات التأييد للشعب الفلسطيني والقدس وهتفوا ضد العدوان الإسرائيلي وناشدوا الدول العربية التكاتف والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الأعزل، ولم تتعرض أجهزة الأمن للمتظاهرين واقتصر دورها علي تأمين المظاهرات وتنظيم حركة المرور بالشوارع المجاورة للمسجد.