مع دقات الساعات الأولى ليوم أمس الـ 25 يناير بدأت الجموع الغفيرة من الشعب المصري، في التكتل والتظاهر معا من أجل التعديل السياسي والاجتماعي ومطالبة الحكومة بحياة كريمة للمواطن المصري في مظاهرة ضخمة لم تشهد مصر مثلها منذ السبعينيات. وفي ظل التعتيم الإعلامي من جانب الحكومة، والمراوغة على الشعب والتكتم عن تفاصيل التظاهر التي تجتاح العديد من محافظات مصر وخاصة منطقة التحرير وشبرا في القاهرة والإسكندرية والمحلة وغيرها. أثبت الفيس بوك كعادته دوما أنه غرفة عمليات ناقلة صوت وصورة كل التفاصيل المسكوت عنها، لتتحول معظم الجروبات الفيس بوك لمراكز اخبارية تنقل الحدث فور وقوعه مباشرة للجمهور، ليس هذا فقط بل قامت الجروبات أيضا بنقل طلبات المتظاهرين للجمهور فور الإعلان عن المبيت والتمركز في منطقة التحرير لليوم التالي. لتبدأ الجروبات في نشر رسائل عبر صفحاتها لمن يستطيع خدمة اخوانه في المظاهرة ، بإمدادهم بالأكل والشرب والبطاطين ، إلى جانب دعوة الأطباء للتوجه مباشرة للتحرير لمد يد العون لكل من يحتاج المساعدة خاصة بعد الاشتباك الذي حدث بين المتظاهرين ورجال الأمن من تراشق بالحجارة وضرب الأمن الجمهور بالرصاص المطاطي وخلافه من الأساليب التي تم اتباعها لتشتيت صفوف المتظاهرين ومنعهم من المبيت في المنطقة. لتتحول صفحات الفيس بوك لدعوات بالنزول لقلب الأحداث ، ومساعدة المتظاهرين، مع كتابة كافة الاحتياطات الممكنة للوقاية من القنابل المسيلة للدموع فور الإعلان على الفيس بوك، لبدء الحكومة في إلقاء هذه القنابل بغزارة علي المتظاهرين. كما أرفق العديد من الجمهور على الفيس بوك العديد من المواقع الإلكترونية، التي تستطيع بها الدخول على الفيس بوك، في حالة حجبه من جانب الحكومة خاصة بعد ما تم حجب موقع "التويتر" في مصر. لتنجح الحكومة في خطتها ومنع مبيت المتظاهرين في التحرير، ليلعب الفيس بوك دوره مجددا في تجديد الدعوة علي صفحته لاستئناف المظاهرات ليوم ثان مع زيادة عدد المنضمين فيها، حتي تستجيب الحكومة لمطالب الشعب التي حتي الآن لم تعلن أي بيان رسمي بشأن الحدث !. فلم تنعس عيون المصريين بالامس، خوفا على إخوانهم في المظاهرات ورغبة بالاطمئنان عليهم خاصة بعد تدخل الحكومة بقوة في منتصف الليل، إلي جانب متابعة آخر التطورات لحظة بلحظة فالفيس بوك كان المنفذ الوحيد الناقل في الأحداث لحظة بلحظة. ومن أنجح الجروبات التي استطاعت التواصل مع الجماهير ونقل الأحداث أولا بأول، هي "رصد الأخبار"، "أخبار مصر" ، "كلمتنا"، "80 مليون مصري" ، وغيرها من الجروبات علي اختلاف مضمونها إلا أنها تحولت جميعا لغرف اخبارية تنقل الحدث. |