الإثنين، 30 أبريل 2012 - 11:06
عصام سلطان
مع التصديق على قانون العزل السياسى، نستطيع أن نقول: إن الثورة تسير فى مسارها الصحيح، وأنها قد جنت ثمرة جديدة من ثمارها المرجوة، وحققت هدفاً من أهدافها وغاياتها فى وجه من قامت عليهم وضدهم.
مازلت أذكر أننى فى بداية الثورة، كنت واحداً من الذين يلحون بشدة لإقرار هذا القانون، مخافة ألا يلتف الفلول على الثورة، وتعود الجراثيم العفنة مرة أخرى تعيث فى الأرض فساداً وزوراً، حتى أننى كنت أسمع من أتباعهم المرتزقة والنفعيين من يقول: "سنعود مرة أخرى، وبشكل جديد وحزب جديد"، هكذا بكل سهولة ويسر، ومن ثم كانت هناك محاولات لإيجاد هذا الحلم، لكنها وُئِدت فى مَهدِها، مما اضطرهم أن يسلكوا دروباً أخرى، متشبثين بأملهم غير يائسين فى إجهاض الثورة.
لقد جرفتنا الأحداث، وألهتنا عن ترصدهم، فلم نتنبه لأمرهم، وطموحهم الواهم، إلا حينما رأينا كبيرهم يعلن ترشحه للرئاسة، ليستنسخ صورة أخرى من نظام مبارك، ويأذن بدخول دورة أخرى من القهر والعذاب والذل والهوان، تتجرعها مصر.
إن تآمر الفلول وجرأتهم على العودة والظهور، وقاحة متناهية، لا تعنى إلا السخرية والاستهزاء بالثورة وواقعها، بل تعد تحقيراً سافراً لدماء الشهداء الزكية التى ضحوا بها من أجل مصر وحريتها.
والعجب كل العجب، من طائفة المثاليين الذى خرجوا علينا ببرهان هزيل، حينما قالوا: إن الثورة قامت من أجل الحرية، وعزل الفلول ضد الحرية، فلنتركهم يخوضون الانتخابات، وللشعب الحق والحرية فى اختيارهم أو رفضهم!
ويبدو أن بعضاً من معانى الوطنية والإحساس بها، قد ماتت فى ضمائر الكثيرين منا، فبدلاً من أن يطالب هؤلاء بمحاكمة الفلول وحسابهم وسجنهم، وينصفوا الأمة الجريحة، والشعب المكلوم من هؤلاء اللصوص المجرمين، راحوا يهرجون بالحديث عن حريتهم، وإيكال حق اختيارهم أو رفضهم للشعب!
كان الأولى بهم أن يطالبوا بصلبهم على أعواد المشانق، فينتقمون لعشرات السنين التى أذلوا فيها كبرياء مصر، وأهدروا حقوقها.. ولكن يبدو أن بيننا من كان يعيش وما زال، فى غيبوبة عن آلام الناس، وما تجرعوه على يد النظام وزبانيته من محن ومآس، وما أوجدوه من فاقة هائلة أغرقوا فيها البلاد، حتى صارت فقيرة معدمة، تمد يديها، وتستجدى الجوار، وتستعطف الأغنياء.
إن حظر الفلول ورموز النظام السابق، ليس من ضرورة التغيير التى أرادها الشعب بثورته المباركة فقط، وإنما تتعداها لتكون ثأراً لكرامة مصر، ضد حثالة الأفاقين والعملاء، الذين سرقوا ثرواتها وأذلوا شعبها، وليس بمقبول أن نمنحهم حق المشاركة السياسية، وكان الأجدر ألا نمنحهم حق الحياة.