لوس أنجلوس تايمز: الشعب المصري تمني الصحة للرئيس خوفًا من السيناريوهات البديلة التي طرحتها المعارضة
مبارك يصافح الفقى عقب عودته من ألمانيا
مازال الجدل حول قدرة الرئيس حسني مبارك علي الاستمرار في ممارسة مهام الحكم يدور في الصحافة الأجنبية بالرغم من عودته مساء أمس الأول إلي مصر والاستقبال الرسمي الذي أقيم له في مطار شرم الشيخ، حيث استمرت الصحف ووكالات الأنباء العالمية في التساؤل حول ما إن كان مستعدًا لممارسة مهام وظيفته أم أنه مازال متأثرًا بالجراحة التي أجراها منذ ثلاثة أسابيع قضي الفترة التي تليها في المستشفي الألماني للنقاهة، كما حذرت هذه الصحف من تجاهل الرئيس مبارك دعوة البرادعي للتغيير، مذكرة بأن الاستبداد يولد الثورات.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت: إنه بالرغم من عودة الرئيس مبارك إلي وطنه بعد قضائه 21 يومًا في مستشفي «هايدلبرج» الألماني، فإن المصريين مازالوا يتساءلون عن صحته ومدي استعداده لتولي مهام منصبه التي كان قد أناب الدكتور أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء - فيها، أم أنه سيتفرغ فترة أخري للنقاهة، مشيرة إلي أنه رغم التوقعات بأنه سيعود مباشرة لمهام الحكم فإنه ليس واضحًا حتي الآن إن كانت صحته ستسمح له بذلك أم لا.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته - أمس - تحت عنوان «مبارك يعود لمصر والجدل بشأن التوريث يتصاعد» أن الجدل بشأن احتمال تمرير سيناريو التوريث إلي جمال مبارك يرجع إلي أن السلطة في مصر تجمعت كل خيوطها في يد الرئيس، وبالتالي فإن الكل يعرف أن منصب الرئيس في مصر لا يخلو إلا إذا قرر الرئيس مغادرته بنفسه أو بالوفاة، مشيرة إلي أن هذا هو السبب الرئيسي في الجدل الداخلي حول صحة الرئيس واحتمال أن يتولي جمال مبارك الحكم خلفًا لأبيه.
نقلت الصحيفة تأكيد الدكتور مصطفي كامل السيد - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة- أن «أهم نتائج العملية التي أجراها الرئيس مبارك وغيابه لفترة عن الساحة، هي عودة الجدل بشأن من ينبغي أن يكون الرئيس المقبل لمصر».
وأضافت نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس مبارك لا يأبه بكل المطالب الشعبية بتغيير الدستور وأنه بالرغم من مولد حركة جديدة تطالبه بالتغيير يرأسها الدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- الذي عاد لمصر الشهر الماضي محملاً بتأييد شعبي واسع وكبير من الشباب المصري والمثقفين المصريين وقطاعات أخري من الشعب، فإنه لا شيء سيتغير في مصر، مشيرة إلي أن شعبية البرادعي قد تكون ضعيفة التأثير بسبب إصرار مبارك علي عدم تعديل الدستور الذي يحرم الرجل من فرصة منافسة مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونقلت نيويورك تايمز عن الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة قوله: «لا شيء سيتغير في مصر، فالناس تتصور أنه قد يعود من أزمته الصحية ويراجع قراراته السابقة، إلا أن الرئيس يعود أقوي مما كان عليه ويستمر في طريقه دون الالتفات لأي مطالب يطلبها منه الشعب».
من جانبها قالت صحيفة «لوس أنجلوس» تايمز الأمريكية إن المعارضة المصرية - بالرغم من استمرارها في مناهضة القمع الذي يفرضه نظام الرئيس مبارك عليها، فإن قياداتها - مثل المعارض البارز جورج إسحق- كانوا يتمنون الصحة للرئيس مبارك، وذلك خوفًا من السيناريوهات البديلة التي طرحتها المعارضة في حالة غياب الرئيس عن الساحة، مشيرة إلي أن المثقفين في مصر يرجون أن يحيا الرئيس حتي يتمكنوا من ممارسة الضغوط عليه من أجل إجراء التغييرات الديمقراطية في البلاد.
وأشارت «لوس أنجلوس» إلي أن حركات المعارضة في مصر التي تؤيد البرادعي تحاول الدفع باتجاه التغيير للديمقراطية في حين يرفض الحزب الحاكم إجراء أي تغييرات، مؤكدة أن هذا الإصرار قد تنتج عنه عواقب وخيمة، فإذا لم يجد الداعين إلي التغيير والديمقراطية في مصر أي أمل فإنه لن تكون هناك أي خيارات أخري سوي التحرك الشعبي الشامل.
أما وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية فقد أكدت أن صحة الرئيس - التي كانت موضوعًا محرمًا فيما مضي - أصبحت الآن الشغل الشاغل لكل المصريين خوفًا من غياب الرئيس المفاجئ في الوقت الذي لم يعين فيه نائبًا له ويقوم الحزب الوطني الحاكم بتلميع نجله جمال.
ولفتت الوكالة العالمية إلي أن ظهور الرئيس علي شاشات التليفزيون ثم عودته إلي وطنه صعّدت من الخلاف حول سيناريو التوريث، مشيرة إلي أن مرض الرئيس لم يكن الأول من نوعه، حيث سبق أن مرض أعوام 2003 و2005 و2007 وتصاعدت خلال هذه الفترات الشائعات القوية حول حقيقة مرض الرئيس.