الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما الحديث الأول الطويل ، فإن عليه أمارات الوضع ، وهذا غالب ما يكون في الأحاديث الطوال ، فإنه تظهر عليها آثار الصِّنَاعَة ! فالحديث الأول الطويل حديث موضوع مكذوب لا يجوز تناقله إلا على سبيل التحذير منه . وأما حديث : " أَهْوَن أهل النار عذاباً " فقد روى البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل تُوضَع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه . أما اللفظ المذكور في السؤال فلم أرَه . وفي الصحيح غُنية وكفاية . ولا يجوز نشر حديث – ولو كان في الترغيب والترهيب – ما لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن العلماء شرطوا شروطا للاستدلال بالحديث الضعيف ، منها : 1 - أن لا يكون شديد الضعف . 2 - أن يكون له أصل في الكتاب والسنة . 3 - أن يكون في فضائل الأعمال ( لا في العقائد ولا في الأحكام ) . 4 - أن لا يَنْسِبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يقول : يُروى ، أو يقول : وفي الأثر ، ونحو ذلك . 5 - أن لا يُشهره بين الناس ! وهذا نص عليه أهل العلم بالحديث . فإذا كُنّا لا ننسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أهون ، فيُقال – مثلاً - : وفي الحديث .. وفي الأثر , ونحو ذلك . هذا إذا لم يكن شديد الضعف . أما إذا كان موضوعا فلا يجوز نشره بِحال إلا على سبيل التحذير منه . فليحذر الجميع من نشر الأحاديث الموضوعة المكذوبة . فإن من نشر الحديث الموضوع المكذوب فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فليتبوأ مقعده من النار . قال عليه الصلاة والسلام : لا تكذِبوا عليّ ، فإنه من كَذَب عليّ فَلْيَلِجَ النار . رواه البخاري . والله تعالى أعلم .