لا تقيسوا على أنفسكم، ولا تتصوروا أن موقفكم هو موقف الشعب، فإن السيد
عمر سليمان سوف يفوز بمنتهى السهولة بمنصب رئيس الجمهورية بكل شفافية
ونزاهة وديمقراطية عليكم أن تحترموها، وذلك نظرًا لشعبيته الطاغية، وكونه
الرجل الوحيد على الساحة القادر على لم الشمل وتوحيد الصف، ونظرًا لما
يتمتع به فخامته من قبول دولي وترحيب عالمي وإقليمي، كما أنه الأكثر فهمًا
للشخصية المصرية المعاصرة، فهو صاحب المقولة الشهيرة بأن الشعب المصري غير
جاهز للديمقراطية، بالإضافة إلى المادة 28 من الإعلان الدستوري الموقر!!!
هل سيقبل الثوريون فوز الأسطورة الملهم فخامة الزعيم الأوحد عمر سليمان بهذا المنصب؟
بالطبع لا، ولكنهم ليسوا في المضمار وحدهم، ونحن بحاجة إلى خطة محكمة نضمن بها إجبارهم على القبول، وهذه بعض ملامحها:
على الإخوان المسلمين أن ينزلوا المضمار بمرشح يبدو منه أنهم في حالة
تصعيد ضد المجلس العسكري، وأن لهم مصلحة مباشرة في الانتخابات الرئاسية
بدلاً من موقف المحايد والمتفرج الذي يحمل على الشك والريبة في حال سكوتهم
على فوز فخامته.. لكنهم الآن إن سكتوا، فسيكونون بذلك قد ضربوا المثل
الأعلى في احترام الديمقراطية وتقبل الهزيمة في هذه المعركة.
على بعض شيوخ السلفيين أن يتخلوا عن حازم صلاح أبو إسماعيل حتى يصاب مناصروه بالإحباط، وليتوقعوا هزيمته بعد تخلى شيوخهم عنه.
على الإعلام أن يتحدث كثيرًا عن تفتيت أصوات التيار الإسلامي (كما يطلق عليه)، حتى يستعد الشارع لتقبل فكرة الهزيمة..
يرجى ملاحظة أن الاشتباك قبل ترشح عمر سليمان كان بين توجهين: المشروع
الإسلامي، والمشروع المدني، وهزيمة أحدهما تجعله يقبل بالضرورة وبسعادة
بالغة هزيمة الطرف الآخر.. خصوصًا إذا كان الفائز واحدًا غير محسوب على
أيهما، فهو صاحب المشروع الوطني والتاريخي، وهو صاحب الخبرة الكبرى في
"إدارة شؤون البلاد.. والله الموفَّق والمستعان" - كما قال في خطاب التنحي
-.
كما نجحنا في استخدام التوجه الإعلامي الجديد على الساحة - المتمثل في
الخارق الكوكبي خالد الذكر توفيق عكاشة - والذي وصلنا به إلى مقولة
"الانقسام الشعبي"، ومقولة "مليونيات العباسية"، خصوصًا بعد أن أصبحت قناته
الخالدة هي الأولى مشاهدة في مصر والوطن العربي بحسب إشارة عز الأطروش
مدير تحريره الذي ينظر في جهاز إشارة البث فيرانا في بيوتنا ويقوم بالعد
ليعلم أنها قناة الـ 160 مليون مشاهد!!!!! (هاهاي)، فكيف نضيع الفرصة ولا
نستغلها؟!! قناة الفراعين هي صاحبة التفويض باستلام التوكيلات لعمر سليمان
أو طنطاوي.. وهو ما يدل على الضغط الشعبي الساحق الساعي لإنقاذ مصر من خلال
هذين الرجلين (الوجهين لعملة واحدة) كما قال الإعلامي الخارق.
قنبلة الموسم تكون بترشيح واحد من العسكر بشكل واضح في الانتخابات أو
إظهار الانحياز لأحد المرشحين، لكي يكون السيناريو في النهاية هكذا:
الإخوان: لو كان فيها تزوير كنا ظبطناها لخيرت الشاطر!!
السلفيين: سيبونا في اللي احنا فيه بعد خسارتنا كل حاجة (طموحاتهم أكبر)!!
المدنيين: الإخوان والسلفيين خانوا الثورة والشعب جاهل وضحكوا عليه والثورة اتسرقت!!
المجلس العسكري: لو كان بإيدينا كنا خلينا اللوا فلان، أو هايقولوا: نحن
على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ونبارك للشعب المصري على نجاحه في
الديمقراطية.
وبهذا أيها السادة، نكون قد وصلنا إلى المرحلة الحاسمة في اكتمال الثورة
التي بدأت في يناير 2011، وسلكت مسالك متعددة، وأخطأت في الكثير من
الأمور، حتى وصلت بنا وبكم إلى المرحلة الختامية.. التي سينزل فيها الثوار،
ليحاصروا البرلمان وقصور الرئاسة ومقرات الأحزاب الخبيثة وسيقتحمون
ماسبيرو ليذيعوا بيان الثورة، وسينتخبون منهم من يدير مرحلتهم الانتقالية
لتنجح الثورة!!!!!!
كلامي بالطبع لا يشكك في اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ولكنه يؤكد!!!
أخيرًا أشعر بأن الثورة ستنجح بمشيئة الله!!!