صحيفة هاآرتس..إسرائيل تكشف لأول مرة عن طلعات جوية مصرية فوق مفاعل "ديمونا" فى ستينيات القرن الماضى وتقرر إغلاقه فى حال تعرضها لهجوم
قررت لجنة الطاقة النووية فى إسرائيل بالتنسيق مع قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلى وقف عمل جميع المنشآت النووية فى منطقة "ديمونا" و"نحال شوريك" فى حالة تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية قد تصيب تلك المنشآت، وذلك لمنع وقوع إصابات أو أضرار جسيمة بسبب هذا الهجوم.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلى ولجنة الطاقة النووية التى تعمل تحت قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يستعدون لاحتمالات تعرض تلك المنشآت لقصف صاروخى فى حالة مواجهة محتملة مع إيران وسوريا وحزب الله وحماس فى غزة.
وكشفت هاآرتس أنه منذ إنشاء مفاعل ديمونة فى بداية عام 1960 أعدت إسرائيل نظاما دفاعيا مكونا من طائرات وصواريخ أرض جو من طرازات مختلفة ومتطورة لإحباط الهجمات والطلعات الجوية الاستطلاعية ضده من جانب الطائرات المصرية، وكذلك طائرات التجسس السوفياتية التى كانت تمتلكها مصر إبان فترة الحروب بين القاهرة وتل أبيب.
وأضافت الصحيفة أنه حتى بعض الدول الغربية تحاول تصوير مفاعل ديمونا منذ البدء فى إنشائه، موضحة أن إسرائيل تفرض حظرا صارما على تحليق الطائرات فوق المجال الجوى حول المفاعل.
وأضافت الصحيفة العبرية أن الاعتقاد السائد أنه على الرغم من شبكات دفاعية مختلفة الارتفاع بفعالية كبيرة من شأنها أن تقلل مخاطر الإضرار بهذه المنشآت، إلا أنه تقرر وقف جميع نشاطات تلك المنشآت فى حالة ورود معلومات عن نشوب حرب محتملة بل وفى حالة تصعيد محتملة تشمل إطلاق صواريخ وقذائف.
وأشارت هاآرتس إلى أن التفسير الرسمى لهذا القرار هو أن المنشآت يتركز عملها حول الأبحاث، فلا داعى أن يكون عملها متواصلا على مدار الأسبوع ولمدة 24 ساعة متواصلة، فى حين أن موظفى هذه المنشآت لن يوقفوا علمهم إنما سيواصلون عملهم فى مناطق محصنة.
الجدير بالذكر أن المفاعل النووى فى ديمونا تم إنشاؤه فى أوائل الستينيات من القرن الماضى، ويقوم الجيش الإسرائيلى بحمايته من خلال طائرات F16 ونشر بطاريات صواريخ أرض جو من طراز "HOK" من أجل إفشال أى غارات جوية ضد المفاعل الذى تمت مهاجمته أول مرة فى فبراير عام 1991 بصاروخ "اسكود" عراقى كرد متأخر على تدمير المفاعل النووى العراقى فى عام 1981 ولكن الصاروخ أخطأ هدفه ولم يصب المفاعل بأى أذى.