انقسم الشعب المصرى خلال تلك الأيام العصيبة التى تمر بها مصرنا الحبيبة إلى فريقين، أحدهما معارض والآخر مؤيد لنظام الرئيس حسنى مبارك، المعارضون اتخذوا من ميدان التحرير ساحة لمعركتهم، أما المؤيدون فتعددت ساحاتهم، خاصة فى القاهرة الكبرى، ومن أمام ميدان مصطفى محمود بالمهندسين التقى "اليوم السابع" بعدد من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 35 عاماً والذين نظموا وقفة سلمية تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار ودعم الرئيس مبارك حفاظاً على مصر من الانهيار.
أشرف عبد الفتاح أحد المواطنين المصريين بمنطقة المهندسين الذين شاركوا فى تلك الوقفة، أكد أن ما دفعه للمشاركة فى تأييد الرئيس مبارك كان من منطلق حرصه على استقرار حالة البلد التى تدهورت فى الأيام القليلة الماضية منذ إعلاء أصوات الشباب بالتغيير ومحاولة استرجاع الأمن الذى انهار فى طرفة عين وإثارة الرعب فى قلوب الملايين من أبناء هذا الوطن، لكنه لم يختلف مع ثورة هؤلاء الشباب المصرى، الذين استطاعوا تحقيق ما عجز عن تحقيقه أجيال سابقة على مدى 28 عاماًَ، لكنه أيضاً ليس ضد الرئيس حسنى مبارك الذى وصفه بالأب الذى لا يجب أن يهان مهما كانت أخطاؤه، والتى لا تمثل شيئاً، أما إنجازاته التى غفلنا عنها، وكان من أبرزها وصوله بنا وبمصر على مدى 30 عاماً إلى بر الأمان دون حروب أو تخريب.
وعاد عبد الفتاح ليؤكد على تضامنه مع كل مطالب شباب مصر النبلاء التى نادت بالتغيير والإصلاح لكنه يختلف معهم فى مطلب رحيل الرئيس مبارك، الرمز الذى سيظل شامخًا وفخراً لكل مصرى ومصرية.
وأوضح عبد الفتاح، أنه رأى وأصدقاؤه كأبناء منطقة واحدة ضرورة تجميع أنفسهم لتنظيم وقفة سلمية أمام ميدان مصطفى محمود يكون شعارها إرساء الاستقرار لكى ينضم إليها كل مصرى يؤيد الاستقرار، وقال إن الكثير حاول الدفع بنا إلى تحريك تلك الوقفة إلى ميدان التحرير لنكن أمام شبابنا وجهاً لوجه ونتشابك معهم، لكننا رفضنا من منطلق مبدأ الاستقرار الذى نعبر من خلاله على عدم رفضنا لما صنعه هؤلاء الشباب الشرفاء، لكننا أيضاً لسنا ضد شخص الرئيس حسنى مبارك ونؤيده من عقولنا قبل قلوبنا، هذا الرجل الذى عشنا معه سنوات طويلة من الاستقرار السياسى والأمنى.
وقال واثق أباظة مواطن مصرى آخر شارك فى تلك الوقفة، إنه من ضمن الملايين الذين غمرتهم الفرحة بالمتظاهرين أصحاب التظاهرات الحقيقيين، لكن سرعان ما تحولت تلك الفرحة إلى حزن شديد بعد أن تخلل هؤلاء الشباب المتظاهرين عناصر أخرى ربما خارجية لها أجندات خاصة داخل مصر أو داخلية لها مصالح شخصية كان هدفها تشويه صورة الرئيس مبارك فى عيون شعبه، وشاءت الظروف أن تنجح مخططاتهم الدنيئة فى ذلك، لكن هذا لن يستمر لأن الشعب المصرى يعلم تماماً من هو حسنى مبارك ويعلم أيضاً مدى حبه لشعبه وأنه لم يكن يوماً خائناً له.
وناشد أباظة شبابنا الواعى، ناضج العقل، أصحاب تظاهرات 25 و28 يناير تحكيم عقولهم والخروج من اعتصامهم والنظر ولو لدقيقة لما حل ببلدهم مصر من تخريب ودمار، كما حثهم على تصديق ما وعد بتنفيذه الرئيس مبارك من أجلهم والذى بدأ فعلاً فى تنفيذ جزء هام منه أبرزه قراره بعدم تداول السلطة بعد انتهاء مدة رئاسته الحالية وإلغاء فكرة توريث الحكم بتعينه السيد عمر سليمان نائباً له وأيضاً إقالته الحكومة التى كانت سبب الفساد وتعيينه لأخرى جديدة يجتمع فى عناصرها صفات النزاهة والمصداقية.
أما لؤى دعبس أحد المشاركين فى وقفة الاستقرار بالمهندسين، أكد أنه ليس مؤيداً لوجود مبارك لفترة حكم جديدة ويؤيد المطالبة بالتغيير، لكنه ليس ضده أو مع المطالبة برحيله، فقد أفنى مبارك عمره كله فى خدمة هذا البلد الذى عم به الأمن والاستقرار فى عهده دون أى رئيس مصرى سابق.
وألفت دعبس إلى أن الحاصل فى مصر حالياً لو استمر أكثر من ذلك، فإن شعبنا سيكون بصدد حرب أهلية يقضى فيها المصريون على بعضهم بسبب تدنى الأحوال المعيشية وربما تتحول الأمور إلى أزمة جياع.
وقال محمد عيد 36 سنة مواطن آخر من المنظمين لوقفة الاستقرار فى المهندسين، إنه كان ليس له علاقة بالحياة السياسية تماماً ولم ينتمِ لحزب أو حركة معينة، لكن ما شهده خلال الأيام القليلة الماضية من دمار وتخريب أوجب عليه المشاركة فى عمل من شأنه استرجاع الأمن والأمان لبلده فأسرع ليشارك فى وقفة احتجاجية مع أصدقائه لاسترجاع أمن واستقرار البلد ولتأييد الرئيس حسنى مبارك رمز الأمن والأمان فى مصر.
ويرى عيد أن ما يحدث فى ميدان التحرير ينذر باضطرابات وخيمة وربما يعصف بمصر إلى ما لم يحمد عقباه، كما دعا عيد الشباب المعتصمين إلى التقاط أنفاسهم والنظر بعين العقل لمطالبهم اللذين طالبوا بها وما تحقق منها وعدم التحامل على الرئيس مبارك أكثر من ذلك والسماح له بممارسة مهامه حتى نهاية مدة رئاسته، حفاظاً على مصر من أى خطر قد يهددها.
بينما قالت منار السيد مهندسة 35 سنة، إن ما دفعها إلى المشاركة فى الوقفة المؤيدة للرئيس مبارك هو إحساسها بوجود مؤامرة ضد مصر هدفها الأول إهانة الرئيس مبارك ومن ثم كل المصريين ومن بينهم شباب الانتفاضة النبلاء، وكان هذا واضحاً من خلال استغلال وسائل الإعلام العالمية وحتى العربية ما يحدث فى مصر فى دس الفتن بين المصريين.
وأعربت السيد عن تضامنها مع الشباب فى كل مطالبهم الإصلاحية والتى لاقت ترحيباً كبيراً من قبل أشخاص مهمين يمثلون صفوة الشعب المصرى، وقالت إنه بعد خطاب الرئيس مبارك لم تجد داعياً لاستمرار اعتصام الشباب حتى الآن فى ميدان التحرير، فالوضع الراهن يتطلب منهم هدنة لكى تعود أوضاع البلد إلى طبيعتها وأيضاً لتنفيذ الرئيس مبارك وعوده لهم.
أما وسام فاروق مواطن مصرى، قال إنه ضد رحيل الرئيس مبارك من السلطة بهذا الشكل المهين، لكنه فى نفس الوقت متضامناً مع أصوات التغيير بشرط أن يتم فى إطار من المفاوضات التى تعتليها لغة الحوار، فالأشخاص زائلون أما الوطن باق والرئيس مبارك قبل أن يكون رئيساً لمصر فهو مواطن مصرى، صحيح أنه أخطأ، لكن هذا لا يقتضى منا محاسبته بهذا الشكل، وأن نطالبه بالرحيل من بلده التى أفنى فيها عمره بهذه السهولة.
وقال فاروق، إن أخطاء النظام لا يجب أن نلقيها برمتها على كتف الرئيس مبارك، لأنه لا يدير الدولة بمفرده ولكن هناك حكومة تعاونه على ذلك وأجزم أنها السبب فى كل ما مر به الشعب المصرى من فساد بكافة أشكاله، فمبارك رجل الأمن والسلام عاش من أجل مصر وسيموت تحت ترابها.