انتهاء عد الأصوات بمراكز استفتاء جنوب السودان والغالبية مع الانفصال
الخرطوم أ.ش.أ
رويترز
أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان ليل الاثنين، انتهاء عمليات الفرز والعد لأصوات المقترعين في استفتاء جنوب السودان، بجميع المراكز في داخل البلاد وخارجها، فيما عدا مركز الاقتراع في أستراليا الذى تم تمديد الاقتراع فيه بسبب الفيضانات التى عرقلت عمليات تصويت الناخبين.
أوضح الأمين العام لمفوضية الاستفتاء السفير محمد عثمان النجومي أن إعلان نتائج المقاطعات بالجنوب ونتائج مراكز اقتراع اللجان في الشمال سيتم يوم الخميس المقبل.
وكشفت النتائج الأولية في مقاطعة «فاريانق» بولاية الوحدة بالجنوب عن تصويت 99.2 % لصالح الانفصال، في حين بلغت الأصوات لصالح الوحدة 11 صوتا .
كما أعلنت النتيجة الأولية بمقاطعة «واو» بولاية «غرب بحر الغزال»، حيث صوت للانفصال ما نسبته 94.27% من المقترعين وللوحدة 4.83 % ، فيما ستعلن نتيجة نهر «الجور» الثلاثاء.
في غضون ذلك دعا «أنطونى فادا» محافظ مقاطعة «واو» التجار من أبناء الشمال بالولاية إلى ممارسة أعمالهم بصورة طبيعية دون تخوف من نتيجة الاستفتاء، مؤكدا التزام حكومة الولاية بالحفاظ على أرواح وممتلكات جميع أبناء الشمال المقيمين بالولاية سواء كانت النتيجة وحدة أم انفصالا .
وهنأ المواطنين الذين صوتوا للانفصال، لكنه أكد أن الذين صوتوا للوحدة سيتمتعون بكامل الحقوق والواجبات وأن تصويتهم لصالح الوحدة لا يؤثر على تعامل حكومة الولاية معهم، واستبعد تأثر العلاقات الاجتماعية والمصالح الاقتصادية المشتركة بين الشمال والجنوب بسبب الانفصال.
وأقر مراقبون دوليون الإثنين استفتاء جنوب السودان على الانفصال عن الشمال وقالوا إن التصويت لصالح الانفصال أصبح الآن «مؤكدا فعليا» وذلك في أول حكم رسمي يصدرونه على الاستفتاء.
وأظهرت النتائج الأولية للتصويت الذي استمر أسبوعا أغلبية كبيرة لصالح انفصال الجنوب عن الشمال بعد حرب أهلية استمرت عقودا.
وقال مراقبون من مركز كارتر والاتحاد الأوروبي إن الاستفتاء كانت له مصداقية وهو تأييد يقرب المنطقة خطوة من الاستقلال.
وجاء في مسودة بيان اطلعت عليها رويترز «بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات تقيم عملية الاستفتاء في جنوب السودان بأنها ذات مصداقية ومنظمة تنظيما جيدا وفي مناخ سلمي في الأغلب»,
وقالت بعثة مماثلة يقودها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إن هناك عددا من المخالفات لا يقوض شرعية الاستفتاء الذي يهدف إلى إنهاء الصراع بين شمال وجنوب السودان أكبر دولة إفريقية.
وقال بيان لمركز كارتر «وجد المركز أن عملية الاستفتاء حتى الآن متفقة مع المعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية وتمثل تعبيرا حقيقيا عن إرادة الناخبين»,
وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالزعماء الجنوبيين والشماليين كليهما في تهيئة الظروف للناخبين للإدلاء بأصواتهم «بحرية ودون خوف».
وقالت في بيان «الطرفان لديهما فرصة لإقامة سلام معمر بين الشمال والجنوب»، مضيفة أن الولايات المتحدة تدعم جهودهما «لضمان مستقبل سلمي وأكثر ازدهارا لجميع السودانيين».
وفي جوبا عاصمة الجنوب أيد أكثر من 2500 صوت الانفصال مقابل 25 صوتا فقط لصالح الوحدة في ستة مراكز.
وقالت المفوضية المنظمة للاستفتاء الاثنين إن حوالي 97 بالمئة من الجنوبيين الذين أدلوا بأصواتهم في مصر اختاروا الانفصال مقابل اثنين بالمئة فقط يؤيدون الوحدة.
وقال مركز كارتر «بناء على تقارير مبكرة من مراكز فرز يبدو في حكم المؤكد أن النتائج ستكون لصالح الانفصال»,
وأبلغ جوزيف واريوبا رئيس الوزراء التنزاني السابق والمراقب بمركز كارتر الصحفيين في الخرطوم «بناء على تقارير مبكرة من مراكز فرز الأصوات يبدو من المؤكد فعليا أن النتائج ستكون لصالح الانفصال».
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي إن جنودا وضباط مخابرات تمركزوا بالقرب من مراكز الاقتراع في بضع حالات مما يزيد خطر الترويع.
وكان مراقبون قد أثاروا مخاوف قبل الاستفتاء من الافتقار إلى المناقشات النشطة في الشمال بشان الانفصال وفي الجنوب بشأن الوحدة.
ومما يظهر قوة المشاعر الشعبية المؤيدة للانفصال في الجنوب عبر بعض الناخبين عن غضبهم حتى لتصويت شخص واحد لصالح الوحدة.
وقال فيكتور أجوت (25 عاما) وهو طالب من جوبا «أنا غاضب. لماذا يصوتون لصالح الوحدة؟ اعتقدت أنه لا يوجد أمثال هؤلاء في الجنوب. هؤلاء لا ينتمون لجنوب السودان»,
وقال إبراهيم غندور وهو مسؤول شمالي كبير لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي إن التصويت اتسم بالنزاهة على نطاق واسع مهدئا المخاوف من أن الخلافات بشأن النتيجة قد تشعل الصراع بين الجانبين من جديد.