ايمى2010 Admin
عدد المساهمات : 767 تاريخ التسجيل : 20/08/2009 العمر : 32
| موضوع: لأن الانتحار ليس هو الحل.. كيف تنجح وتقهر الإحباط الأربعاء أبريل 14, 2010 8:45 pm | |
| لأن الانتحار ليس هو الحل.. كيف تنجح وتقهر الإحباط
|
| |
| مدحت نافع |
|
| أيام عصيبة يعيشها شباب اليوم, فما بين جامعات تكتظ بطلابها, وملايين ينضمون سنويا لطوابير العاطلين تكون فرص تحقيق الذات مسألة صعبة المنال, ويسمع الشاب كلام يقتل الجبال من عينة: "لازم واسطة".. "لازم حد يشد لمكان مرتبه عالي".. "يا ابني مفيش مكان في البلد دي للشباب".."دي بلد عواجيز".. مهما تعبت فلن تجد وظيفة محترمة ومرتب كويس، إلى أخر هذا الكلام المحبط الذي نحفظه عن ظهر قلب.
وحتى نكون من الداعين للأمل في زمن اليأس، قررت شبكة الإعلام العربية "محيط" أن تغوص في مجتمع الشباب, تبحث وتنقب وتقدم نماذج للناجحين الذين استطاعوا رغم الظروف الصعبة وصغر السن من حفر أسمائهم بين قائمة الناجحين.
هنا على هذه الصفحات, لن نقدم لاعبي كرة قدم أو مطربين.. سنقدم نماذج "قدوة" يتمني كل منا أن يسير على دربه في شق الطريق وسط الصخور.
ولنبدأ مشوارنا من 2 شارع شريف بالتحديد من وسط العاصمة المصرية القاهرة, ونقدم أول النماذج التي ربما يفخر بها من يريد النجاح.
مدحت أنور نافع, 33 عاما, ذهبت إليه في البورصة المصرية, جلست معه أكثر من ساعتين, وجدته: اقتصادي بارع, يشغل مدير إدارتي المخاطر والرقابة على التداول في البورصة, ويعمل خبير في المحاكم الاقتصادية, ويحمل دكتوراة من جامعة القاهرة.
وفوق كل ذلك فهو صاحب ثقافة واسعة, يكتب في الصحافة المصرية ما بين مقالات وأزجال, وأصدر ديوان زجل, محب لبلده, يستشهد كثيرا بآيات من القرآن, عضو مؤسس في حزب الجبهة الديمقراطية. يراهن علي شباب بلاده في إحداث تغيير خلال الفترة القادمة بشرط طرح اليأس والتمسك بحب الله والوطن.
عمل منذ تخرجه في شركات كبيرة, سافر لسلطنة عمان للعمل في إحدى أكبر شركاتها, ليعود إلي مركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء, ليطير بعدها إلي البورصة المصرية ويتدرج بها ليشغل الآن منصب مساعد رئيس البورصة.
في كل مراحل حياته نجح في جذب انتباه كل المحيطين به بالإخلاص والإتقان في العمل.
يقول الدكتور مدحت نافع: إذا أردت أن أتكلم عن تجربتي فلابد أن أبدا بجدي وأبي, فهما أصحاب الفضل علي بعد الله. جدي هو الأثري محمد نافع, الذي كان له شرف ترميم المسجد النبوي, والحرم المكي, والقدس. ويقال أن هناك جداريه في الأقصى تحمل أسمه.
أما والدي, فهو اللواء محمد نافع, مواليد 1920, التحق بالكلية الحربية, شارك في حرب العلمين عام 1944، وحرب فلسطين 1948.
وكان والدي يقسم بأن موضوع الأسلحة الفاسدة في حرب 1948 من الأشياء المختلقة, على الملك فاروق, صحيح أن الملك اشتري بالفعل أسلحة من تجار السلاح - حينما رفضت إنجلترا أن تبيع له- وكانت أغلبها مخلفات حروب إلا أنها لم تكن أسلحة فاسدة كما صورها لنا البعض, وأن المدفع كان يصيب من يستخدمه.
والدليل علي اختلاق موضوع الأسلحة الفاسدة أن التحقيق تم في عهد الملك, بينما في عهد الثورة تم حفظ التحقيق.
وحبا في اللواء محمد نجيب التحق والدي بكلية الحقوق وهو برتبة صاغ (رائد حاليا) وحصل منها على ليسانس الحقوق.
مع قيام ثورة يوليو عام 1952, كان أبى شاعر الجيش ـ حيث كان من مؤسسي رابطة الزجالين- ولم يتردد في أن يكون صاحب أول قصيدة زجلية لتمجيد حركة الجيش في الإذاعة وقبل مغادرة الملك البلاد، كما كان حلقة الوصل بين الضباط وحزب الوفد.
وبسبب دراسته للحقوق, كان من المحبين للديمقراطية, ووقف مع اللواء محمد نجيب في أزمة مارس 1954 والتي طالب فيها بعودة الجيش إلي ثكناته وعودة الحياة الحزبية والبرلمانية. وللأسف انتهت تلك المطالب بخروج أول مظاهرات في التاريخ تهتف بسقوط الديمقراطية. ورفض اللواء نجيب أن يتخذ قرارا يكون سببا في ايقاع البلاد بخطر الحرب الأهلية.
ودفع والدي ثمن تأييده للديمقراطية, وخرج من الجيش ليعمل في المحاماة, ثم في وزارة الثقافة حتى وصل لدرجة وكيل عام وزارة الثقافة. ومنحه الرئيس السادات رتبة لواء بالجيش المصري تكريماً له على مواقفه لصالح الثورة ولصالح الوطن.
وقد ورثت عن والدي حب الزجل, حيث كان كما قلت زجال الجيش, وله العديد من القصائد الزجلية والشعرية والقصص القصيرة المنشورة بالمجلات والصحف وأبرزها آخر ساعة, أكتوبر, الأهرام والأخبار. وحاز على جائزة الدولة الأولى في التأليف الملحمي عن "ملحمة شعب وجيش" والتي نظمتها وزارة الثقافة عام 1961.
لا للمسلمات
عملنا والدي أهمية التمسك بقيم الديمقراطية والليبرالية, وساعدني ذلك على التحدث في أمور كان البعض يراها من المحرمات, كنت مثلا أيام المدرسة أتحدث عن عبدالناصر ونجيب, وأدافع عن اللواء نجيب.
وعلمني والدي أهمية أن أحلل وأقارن, حتى زرع في داخلي "العقل النقدي" وعدم أخذ كل الأمور مسلمات, أن أخذ وأرد على أي شئ إلا صاحب المقام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
وأنا مواليد 1977, ولم أكن نابغة في الدراسة, وفي الثانوية دخلت قسم أدبي, والحمد لله كنت الأول على المدرسة والسادس على المنطقة التعليمية بمجموع 90 %, التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وتخصصت في الاقتصاد, وفي السنة الثالثة تخصصت في علوم حاسب آلي. وتخرجت بتقدير 78 %, جيد, دفعة 1999, وهو نفس العام الذي توفي فيه والدي, ومع رحيله شعرت بأني فقدت أهم سند في حياتي.
رحلة صعود
بعد التخرج تم قبولي في بنك, لكني فضلت العمل في شركة غاز طبيعي, في وظيفة محاسب تكاليف, ثم تركتها بعدما أدركت أني مهما ترقيت سيكون هناك سقف لطموحاتي.
تقدمت لشركة "أكسون موبيل", بدون أي واسطة, وكان الامتحان في قمة الصعوبة, لكن الله وفقني, ونجحت. وعملت في العقود, وأثبت جدراتى؛ ورشحت للتعين في منصب كبير بالشركة.
وتقدمت أثناءها لمنحة لوزارة الاتصالات لدراسة "تحليل النظم". كنت في "موبيل" أخر من يغادر العمل, وأول من يأتي في الصباح. وبعد قبولي في المنحة طلبت مغادرة العمل في موعده الأصلي, فاصطدمت بمديري الذي رفض ذلك بحجة أن المنحة ربما تؤثر على عملي.
بعد شد وجذب بيني وبينه قررت تقديم استقالتي, رغم معارضة البعض لأن "الدنيا مقفولة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001". والحمد لله كنت مصيبا في قراري. ومن خلال المنحة ترشحت للعمل بوظيفة محلل نظم بأحد كبري شركات سلطنة عمان" OH1", هناك استفدت من عملي في مجال العقود بشركة موبيل وقمت ذات مرة بتعديل عقود للشركة, بعدما رأيت حقوق عديدة ستضيع على الشركة.
أعجب بي مدير الشركة, وبدأ يكلفني بأشياء عديدة بعيدا عن مجال عملي الأساسي كمحلل نظم.
وبجانب العمل درست برمجة "فيجول بيسك", وأنجزته في شهر واحد فقط, بدون شفاعة في الامتحان ولا واسطة.
ولكم أمكث في عمان غير ثلاثة أشهر غادرت بعدها إلي مصر, إلي مركز المعلومات واتخاذ القرار مع اللواء رأفت رضوان. ولأني درست الكمبيوتر والاقتصاد, فقد علمت في التحليل الاقتصادي.
اجتهدت – رغم صغر سني – حتى كان مرتبي دائما 4 أضعاف الأساسي, وعملت في العديد من الأوراق العلمية, وصممت مع الدكتور طارق مرسي, أستاذ الاقتصاد القياسي, وحدة للتنبؤ بسعر الصرف, أيام الدكتور عاطف عبيد.
|
| |
| طابور من العاطلين عن العمل
|
|
| واقترحت عمل مجموعات عمل بعيدا أن أسلوب القطاعات, ورأست بالفعل مجموعة سعر الصرف, وأنا ساعتها كنت باحث أول, وتخطيت بذلك مراتب عديدة.
وعملنا في مشروع بناء قاعدة معلومات لمصر, وقدت مجموعة من 40 شخص.
وكان ذلك آخر عهدي بالمجموعة, حيث كان هناك منصب شاغر وكنت المرشح له, لكن بعض أصحاب القلوب الضغينة رفضوا بحجة صغر السن. فقدمت استقالتي.
وجئت إلي البورصة في يوليو 2004 وبدأت من أول السلم, وأكرمني الله وأصبحت مديرا خلال 3 سنوات وأصبحت مدير عام في 5 سنوات.
وخلال عملي بمركز المعومات استكملت دراستي الأكاديمية, ونجحت في الحصول على درجة الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية, والدكتوراة من جامعة القاهرة.
الحياة السياسية
يكمل مدحت نافع مشوار حياته: أنا عضو مؤسس في حزب الجبهة الديمقراطية, وقد انضممت لهذا الحزب لأن الكثير من الناس كانت تعلق عليه آمال, لكني تراجعت عن العمل السياسي به يميل إلي "الصالونات".
وفي رأي.. أن الأحزاب بوضعها الحالي من الصعب أن تمارس أي دور سياسي, وإذا سمح لها الأمن, فهناك أكثر من عائق يواجهها منها قله الوعي, ونوعية الموضوعات الهامة التي يمكن الحديث فيها, فلا يوجد موضوع أهم من رغيف العيش, وأينما وليت ستجد رغيف عيش. وبالتالي لن تجد حرية مطلقة في العمل السياسي.
ومع احترامي لكافة التحفظات الأمنية فأننا يجب أن ندرك أن الشعب بلغ الفطام, وعليه أن يمارس دوره, صحيح أنه يمكن أن يخطئ ويختار أفراد على أساس ديني, لكن كل هذا ثمن بخس يجب أن تدفعه الشعوب في بداية وعيها السياسي نظير أن تتحرر, وقد دفعت فرنسا دفعت اكثر من ذلك بكثير في ثورتها 1789.
وحول موقفه من البرادعي يقول نافع: يكفيه أن أحدث حراك في الحياة السياسية المصرية, والرجل أكد أنه ليس مهم أن يصبح رئيس جمهورية, وإذا نجح فلن يكون منصب رئيس الجمهورية بنفس الإغراء الذي عليه الآن, خاصة أن البرادعي يريد أن ينزع سلطات رئيس الجمهورية ويضعها في يد المؤسسات, والشعب.
ويتحسر على الوضع الراهن: للأسف في مصر نتهم أي شخص يخالفنا بأنه يحمل أجندة أجنبيه, لذلك أقول بأن الأبواق التي تدعي أنها تنتسب للنظام تسئ له كما يفعل الأصوليون للإسلام, فالأصولي يقول للمسلم الذي يصلي بأنه كافر, وهؤلاء يقولون للمصري الذي يريد الإصلاح أنت خائن. والتخوين - لو يعلمون- لا يقل جرما عن التكفير بل يفوقه. لذلك يجب أن نعامل كلمة التخوين في وسائل الإعلام معاملة كلمة النازية التي يعاقب عليها في ألمانيا.
لماذا نشوه شخص يريد أن يصلح من شأن مصر؟ لماذا نفتش في النوايا, ونقيم محاكم في القلوب رغم أن الألسن تقول قولا طيبا؟
ولابد أن يدرك الجميع أهمية أن يحدث التغيير في مصر بشكل سلمي لأن أي خيار غير ذلك سيكون دمار لمصر, وتقسيم وفتن.
الحياة الأدبية
|
| |
| نافع:الشعب بلغ الفطام |
|
| بدأت أكتب الزجل منذ سن الرابعة. وأكتب حاليا في عدد من الجرائد والصحف المصرية, وأصدرت ديوان "قبلة الرحال في الشعر والأغاني والأزجال" على نفقتي الخاصة.
ومن مختاراته:
عامل حبيب:
الحب والأيام والشوق والهم والليل وسنينه
والدينا للعاشق بتروق من بعد ما تطلع دينه
بس الأكادة يقول مبسوط
مبسوط "كمنه" عمل حبيب وبقي ليه غنيوة وصورة
مش عارف أن الهم قريب والغدر مكتوب ع القورة
ومسيره يأخذ بالشلوط
ركك يومين تنهيد وعتاب وتلت ليالي على الكورنيش
بعدين يا حلو ح يبقي كتاب وذهب ومهر وشقة وعيش
لو كان ف جيبك لسه نقوط
تقولش حرب ومين مغلوب غير الشباب المحتاجة؟
مكتوب عليهم والمكتوب ما سابش ليهم ولا حاجة
الا الملبس والزعبوط
ومن قصيدة "دموع القدس":
الدمع لو سال ع الخدود جايز يزود حسنها
زي الندي فوق الورود لما ينور خدها
والحق لو صابه البارود لازم يعيش من بعدها
الصبر يا طفل الخيام بيتك حترجع تسكنه
إبدر طريقط بالسلام يصبح فؤادك مسكنه
دي الأرض لو مات دم وصراع راح تعلنه
والصبر لو فاق الحدود إياك تسلم وقتها
ده الحق لو صابه البارود لازم يعيشه من بعدها
نصيحة الشباب
أقول لشباب بلادي: عليكم أن تدركوا أن الذي صنع كل الثورات في العالم هم الشباب, أتوتورك في تركيا, عبدالناصر في مصر, سعد زغلول نفسه لم يغير مصر بنفسه وإنما بمساعدة الشباب المصري الذي خرج وواجه الإنجليز.
وقد بدأت حياتي العملية بدون واسطة, وشققت طريقي بنفسي, لذلك أقول للشباب أن الواسطة مبرر واهي لكي نتقاعس عن العمل, وأضرب لك مثلا: لقد بحثت منذ فترة عن سائق, ووجدت صعوبة في إيجاد سائق أمين. وبصراحة لا يوجد عذر لأي شاب لكي يمتنع عن العمل أي عمل شريف.
وأري الحل لكل مشاكل مصر وشبابها في: الديمقراطية.
وإذا استطاع الشباب أن يعي العلاقة بين الحرية السياسية ورغيف العيش, فأنه يستطيع أن يطالب بحقه.
ليس من الضروري أن تحارب, يكفي أن تطالب. لماذا لا نخرج للشارع ونظهر للحكومة مطالبنا؟ هل نخرج للشارع فقط لكي نتفرج علي مباريات الكرة؟! يبدأ الحل مرة أخري من الديمقراطية.
لا أطلب تأيد شخص بعينه وإنما أطلب من الشباب مساعدة أصحاب الرأي حتى تعود لمصر كرامتها , ويعود للشعب حقه في الحكم , ويصبح الكل مشاركا في صناعة القرار, ساعتها لن ييأس الشباب ويهاجروا للخارج.
لا يجب أن يقتلنا اليأس بأننا مهما بحثنا عن عمل فلن نجد, لا.. أبحث وأعمل, ولا تنتظر العائد في الدنيا, فربما يدخره الله لأولادك أو لك في الآخرة.
أحفر في الرمل..
اتعب..
أعمل في أي شئ..
فأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. | |
|