خلاف بين الخبراء العرب حول قضية «تسعير المياه

سيطر الخلاف حول تسعير المياه فى العالم العربى من أجل ترشيد استهلاكها، على
حوار المتخصصين فى اليوم الثانى والأخير للمؤتمر العربى الذى حمل عنوان «المياه
النادرة والمياه الثائرة بين العطش والغرق». وقال ضياء القوصى، مستشار وزير الرى
والموارد المائية، إن وضع تسعيرة حقيقية للمياه لم يتم التوصل له فى أى دولة من دول
العالم حتى الآن، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: «توجد فى مصر ١٠ ملايين قطعة أرض و ٨ ملايين فدان، ومن الصعب تركيب
عدادات لكل تلك الأراضى مع صعوبة التجميع والقياس، كما أن الدستور المصرى نص على
ملكية الشعب لمرفق المياه والدولة عليها فقط إدارة هذا المرفق. والواقع يؤكد أنه فى
الوقت الذى يمثل فيه الفلاحون قاع المجتمع المصرى إذ لا يمتلكون قدرة شرائية
حقيقية، فإن الفلاح يدعم الاقتصاد المصرى بما ينتجه من محاصيل يسهم بها بنحو ١٨% من
الدخل القومى المصرى، ولكنه لا يستفيد مما يزرع، على سبيل المثال محصول مثل
الطماطم، يباع الكيلو منه فى مصر بنحو ٢ جنيه وفى السعودية بـ ٥ ريالات وهو ما
يساوى ٨ جنيهات، وفى إيطاليا بـ٥ يورو أى ٤٠ جنيهاً، وبهذا الفرق الواضح يدعم
الفلاح المصرى الاقتصاد ومن ثم لا نستطيع تحميله أكثر من ذلك فى تكلفة المياه التى
يروى بها أرضه».
يذكر أن نسبة العاملين فى الزراعة فى مصر تبلغ ٤٠% من حجم القوى العاملة بينما
ينفق نحو ٨٠% من حصة مصر المائية على الزراعة ولا يعود بأكثر من ١٨% من حجم الناتج.

وأثار حديث القوصى الخلاف بين الحاضرين، مؤكدين أن شح المياه فى المنطقة العربية
بما فيها مصر، يدفعنا إلى تسعير المياه للجميع مع وضع سياسات من شأنها تحقيق
العدالة، مشيرين إلى أن سوء أحوال الفلاح فى العالم العربى لا يُعد سبباً لإتاحة
المياه بلا تسعير.
وقال السفير حسن الجنابى، مندوب العراق الدائم بالأمم المتحدة، إن دول العالم
المتقدمة وضعت قائمة مقسمة إلى فئات لتحديد القيمة المفترض على المواطن سدادها بمن
فيهم الفلاح القائم بعملية الزراعة.
وشملت الحوارات فى المؤتمر قضية الصراع على المياه فى المستقبل وإمكانية نشوب
الحروب بسببها، فبينما رأى البعض استحالة ذلك مطالبين بعدم التهويل فى الموضوع، أكد
دكتور عصام حجى، أستاذ الفلك، أبرز علماء ناسا، إمكانية حدوث ذلك، معلقا: «كما حدثت
الحروب بسبب النزاع على النفط، يمكن أن تحدث على المياه، والعلاج الوحيد هو تعلم
التكنولوجيا والاستثمار فيها لأنها العلاج الوحيد للفقر».

» بدء الاستماع إلى شهادة عمر سليمان فى قضية مبارك
» وزير المياه الأثيوبى: مصر ستشارك فى تقييم سد النهضة
» انقلاب دول منابع النيل فى «شرم الشيخ» يهدد بحرمان «مصر والسودان»من حصة المياه التاريخية
» شركات المياه والصرف الصحي بالجيزة والدقهلية ترفع أسعارها للضعف
» خبراء: الحكومة فشلت فى إدارة ملف المياه ونجاح إسرائيل فى تحريض دول المنبع ضد مصر