كانت لرسالتي إلي الرئيس .. ردود فعل وصلت إلي حوالي 300 رأي علي النت وردود أخري عبر الهاتف.. صحيح أنها كانت في معظمها موافقة علي ما طلبته من تعديل المادة 76 والمادة 77.. إلا أن قلة من ردود الفعل اتهمتني بالنفاق!!
ذلك لأنني كنت مهذبًا وأنا أطلب من الرئيس أن يدخل التاريخ بتعديله مواد الدستور وأنه بذلك سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
ولا أدافع عن نفسي.. إذا كنت منافقًا أم لا ! فهذا الأمر متروك للقارئ.. وهو يقرأ ما أكتب وله في البداية والنهاية الحرية الكاملة في تقييمه.. وله أن يراني كيفما يشاء.
ولكن فقط أحب القول بأن الحقوق قد تؤخذ بالقوة وباللسان الطويل والهجوم الحاد.. وأيضًا يمكن أن تؤخذ بالأدب والحوار الصريح.. وهكذا أري.
أحب حين أخاطب رئيس الدولة أن أخاطبه بالحوار اللائق به كرمز للأمة ويعتلي أرفع منصب بها .. ولكن هل من النفاق أن أطالب رئيس الدولة - بكل أدب- بأن يعدل الدستور ولا يسمح بالمدد المفتوحة للحاكم وأن يكون هو أول رئيس جمهورية تشهد معه مصر خروجه من السلطة وتركه الحكم لآخر!!
أين النفاق هنا؟!
وهل تذكرون غاندي .. أعظم ثائر.. حين حصل علي استقلال الهند بالحوار والسلم والاعتراض المسالم؟!. أنا أود أن نفعل ذلك.. أحلم بذلك.. أن يرتدي كل طلاب الجامعة في كل المحافظات تي شيرت مكتوبًا عليه وبخط كبير «تعديل الدستور مطلب شعب».. وأن يكتب كل صاحب محل في مصر علي باب «الدكان» «التعديل الدستوري «مطلب شعب» وأن يضع كل موظف علي مكتبه لافتة بسيطة مكتوبًا عليها «التعديل الدستوري مطلب شعب» وأن يضع كل صاحب كشك أو محل ورد نفس اللافتة.
وأن نضع شارة بحجم معقول تعلق علي الصدور للرجل وللمرأة في كل مصر.. شارة مكتوبًا عليها «التعديل الدستوري مطلب شعب».
وأن يعلق كل صاحب شقة أو منزل علي بيته نفس الشارة.
وأن يضع نفس الشارة كل تلميذ في المدرسة.. يصفها له والداه ويقولان له إن هذه الشارة هي حلم مصر وهي الشارة القاتلة .. الشارة القادرة علي النهوض بهذه الأمة.. والقادرة علي أن تنطلق بمصر إلي آفاق أرحب وأوسع.
الأمة كلها تنهض علي طلب واحد.. وعبارة واحدة تصوروا لو ذلك حدث.. هل يستطيع الأمن أن يقاومنا هل يستطيع الأمن أن يمنعنا.. ونحن لا نتظاهر ولا نلقي بالحجارة ولا نثير الشغب.. فقط نحن نعلن موقف الشعب.. وأن الجميع يطالب بالتغيير وأن مصر لن يكون بها حكم وراثي وأن مصر لن يحكمها بعد الآن حاكم إلي نهاية حياته.. إنما الشعب.. كل الشعب.. قادر علي التمسك بالتغيير؟!
لنرفع الشارة.. ونجعلها مثل علم مصر.. لا تفارق صدورنا ولا أقول إن هذا هو الجهد في نهايته وإنما دعونا نجعلها البداية.. بداية سلمية.. مهذبة.. لا يستطيع أحد أن يشوهها أو يقول عنها السيئ من القول..
وبمثل هذا تنهض الدولة.
وبمثل هذا مصر في أمس الحاجة إليه..
تعالوا نفعلها .. إذا لم يفعلها الرئيس.