فلسطينيون يتظاهرون احتجاجا على إجراءات سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى.
«الاقتصادية» من الرياض والوكالات
أدانت المجموعة الرباعية الدولية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط أمس قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي المضي قدما في التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية، وأكدت نيتها مراقبة التطورات في القدس من كثب.
في هذه الأثناء اندلعت وفي الضفة الغربية مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي أمس في عدد من مناطق الضفة الغربية أسفرت عن إصابة نحو 12 متظاهرا فلسطينيا ومتضامنين أجنبيين اثنين.
وطالبت المجموعة بـ «تجميد» كل نشاط استيطاني، بحسب بيان أصدرته إثر اجتماعها في موسكو، ووأدانت إطلاق الصاروخ من غزة ودعا بيان صادر عن المجموعة «لإنهاء فوري للعنف والإرهاب».
لكنه قال «الرباعية قلقة للغاية بشأن استمرار تدهور الأوضاع في غزة بما في ذلك وضع حقوق الإنسان والوضع الإنساني لسكان القطاع وتؤكد ضرورة التوصل لحل عاجل لأزمة غزة.
عسكري إسرائيلي يطلق النار في مواجهات أمس. الوكالات
كما دعت المجموعة إسرائيل والفلسطينيين إلى تجنب «التحركات الاستفزازية والخطاب الحماسي» وطالبت إسرائيل بإيقاف جميع أعمال البناء في المستوطنات وتفكيك المواقع الاستيطانية التي أقيمت منذ آذار (مارس) 2001 وإيقاف هدم البيوت في القدس الشرقية.
وفيما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبيان وقال إنه من «المهم جدا أن تلتزم به إسرائيل»، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دعوة اللجنة إلى إيقاف الاستيطان، معتبرا أن هذا الموقف «يؤدي إلى تضاؤل فرص السلام» مع الفلسطينيين، بحسب ما قال المتحدث باسمه.
وقال عباس إن «بيان اللجنة الرباعية للشرق الأوسط الذي حثت فيه إسرائيل على وقف كافة النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، مهم جدا، ولكن الأهم أن تلتزم إسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام».
ونقل عن ليبرمان قوله أمام جمعية يهودية في بروكسل «لا يمكن فرض تسوية في شكل مصطنع وبرنامج زمني غير واقعي. هذا الأمر يؤدي إلى تضاؤل فرص السلام».
وأضاف أن «أساس المشكلة هو الاستيطان وبالذات في القدس لأن القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض أن تلتزم إسرائيل أولا ببيان الرباعية ولكن في الأساس يجب أن تلتزم بخطة خريطة الطريق فإذا التزمت تكون هذه الخطوة جيدة».
وأورد بيان الرباعية، الذي تلاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي «تحض اللجنة الرباعية الحكومة الإسرائيلية على تجميد كل أنشطة الاستيطان، بما فيها (تلك المرتبطة بـ) النمو الديموغرافي الطبيعي، وعلى إزالة كل الحواجز التي أقيمت منذ آذار (مارس) 2001 وعلى الامتناع عن القيام بأعمال هدم وطرد من القدس الشرقية».
وأعربت اللجنة الرباعية عن أملها في أن تؤدي المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في الشرق الأوسط إلى «تسوية» في غضون 24 شهرا.
وشارك في اجتماع الرباعية في موسكو كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وبان كي مون.
إلى ذلك، أشار عضوان في المجموعة إلى أن محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمتعثرة قد تنفرج في الأيام المقبلة.
وقال توني بلير مبعوث المجموعة الرباعية الدولية إنه يأمل في الإعلان عن مجموعة من الإجراءات تؤدي إلى استئناف محادثات السلام.
ورفض بلير الكشف عن تفاصيل مجموعة الإجراءات وقال «أعتقد بصراحة أن هذا سيتضح بمرور الأيام.
كما أشارت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الموجودة في موسكو للمشاركة في اجتماع المجموعة الرباعية إلى إحراز تقدم.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطاها «ردا مفيدا ومثمرا» على مخاوفها بشأن قضية الاستيطان خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس. ولم تذكر كلينتون أي تفاصيل.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف «نحن مقتنعون بأن إسرائيل استمعت إلى هذا كله وبأنهم فهموه بشكل صحيح. في حين ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيتوجه إلى غزة الأحد بعد اجتماع موسكو لتفقد الوضع على الأرض بنفسه.
على الجانب الإسرائيلي قال متحدث باسم نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي اقترح على كلينتون «أن تتخذ إسرائيل والسلطة الفلسطينية خطوات متبادلة لإعادة بناء الثقة» لكنه لم يوضح هذه الخطوات.
ويقول الفلسطينيون إنهم لن يدخلوا في محادثات سلام غير مباشرة قبل أن تلغي إسرائيل خطط المستوطنة الجديدة.
وتشكلت الرباعية عام 2002 في إسبانيا للمساعدة في التوسط لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
لكن لم تتمخض الرباعية عن نتائج بعد مما دفع بعض المحللين إلى وصفها بأنها مجرد ناد فخم للدبلوماسيين.
وكانت موسكو تأمل في بادي الأمر في تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق حول الشرق الأوسط العام الحالي لكن عدم إحراز تقدم في المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين أجبر روسيا على الاكتفاء باستضافة اجتماع للرباعية بدلا من ذلك.
إلى ذلك، شارك آلاف الفلسطينين في تظاهرتين نظمتهما حركتا حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية في القدس وخصوصا تدشين كنيس الخراب في الحي اليهودي بالقدس الشرقية المحتلة.
واحرق ناشطون ملثمون من حركة حماس علما اسرائيليا ونعشا رسمت عليه نجمة داود، وشارك قرابة عشرة آلاف فلسطيني في تظاهرة نظمتها (حماس) في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.
وشدد القيادي في (حماس) عبد الرحمن الجمل في كلمة خلال التظاهرة على ضرورة «وحدة الشعب الفلسطيني وأن تهب الأمتان العربية والإسلامية لمواجهة المخططات الصهيونية في المسجد الأقصى والقدس».
وفي الضفة الغربية اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي أمس في عدد من مناطق الضفة الغربية أسفرت عن إصابة نحو 12 متظاهرا فلسطينيا ومتضامنين أجنبيين اثنين.
وبدأت المواجهات في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية المنتشرة بكثافة في محيط الحرم الإبراهيمي أطلقت النار والأعيرة المطاطية وقنابل الغاز باتجاه الشبان الذين رشقوهم بدورهم بالحجارة.
وقالت المصادر إن خمسة فلسطينيين وصحفية أجنبية أصيبوا إثر المواجهات بعد تعرضهم لحالات من الإغماء نتيجة إطلاق القوات الإسرائيلية قنابل الغاز.
وأضافت المصادر أن من بين المصابين طفلا رضيعا وصحافية تعمل لإحدى الوكالات الأجنبية ومسنين اثنين تجاوزا الـ 60 من العمر.
كما أصيب خمسة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط ، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية ثمانية آخرين خلالها قمعها مسيرة سلمية نظمها أهالي بلدة بدرس غربي مدينة رام الله ضد جدار الفصل والاستيطان.